... أنفذ بجلدكَ ...
أنفذ القوم ، قد خذلوا
في الصحن سُمٌّ وقالوا إنه العسَلُ
يبدون حُبّاً وإنّ الغدرَ دارهُمُ
تم ذكرها إذا جائزتا بها قُتِلوا
لمّا هجرتُ دياري ليلة مقمرة
قالت تجلّدْ على الوعثاء يا جمَلُ
إني نظرتُ إلى الفيفاء مندهشاً
والليل أكحلُ أما البدر مكتملُ
أرنو إلى شُهبٍ في البيد قد نزلت
إنَّ النيازك في البيداء تشتعلُ
إنّ الليالي إذا حَلّت ضفائرها
كالشعر فوق ظهور الغيد ينسدلُ
ما ظل لي برحاب الأرض من نُزُلٍ
إلدار ضاعتني الليل مُرتحلُ
يا حادي العيس أخشى الدرب تهلكني
هل لي برفقتكم قلْ أيها الرجلُ
إني تركتُ بلادا ذلَّ ساكنُها
القهر فيها وفي هجرانها
أحببتُ داري وفيها الظلم فرقنا
أَبكيبكي وإني مدنفٌ ثَمِلُ
يا دار عودي لماضٍ كنت أحسبهُ
نفح الجنان وأحيا فرحتي الأملُ
عشرٌ تمرُّ على الأفراخ في زغَبٍ
لا الدوح أمنٌ ولا البعداءُ تُحتَملُُ
أباتُ فوق الحصى والليلُ مُلتحَفي
والصبح سؤلي عن الأحباب ما فعلوا
ظنوا بأن فراقَ الدار مكرمةً
ما جربوه ولو قالوا فما عدلوا
ركبتُ فلكاً ببحرٍ لا أمان بهِ
الموج يلطم والقبطان يبتهلُ
حتى نزلتْ بأرض لا صديق بها
والعيش فيها طغى في طيه الوجَلُ
قالوا أتى بكَ جوعٌ أم تُرى فزعٌ
ارجعْ لدارك رغماّ أيها البطلُ
قلنا وقالوا وللأقوال زعنفةٌ
لا فعل منها وقد فاضت بها العللُ
وقت الرغاء كأن العيسَ قد بركت
على كلاكلها ناخت
ولا خجلُ
في كل أمكنةٍ أجراسهم قُرعت
يرمون ناراً بأفواهٍ بها النّبُلُ
ظهور رياح الصر قد ركبوا
بين العواصف لا طاروا ولا نزلوا
ويطعنون ظهور الخلق في سَفهٍ
صفر النيوب بلسنٍ إنها الأسَلٌُ
بكل قولٍ فلا قولٌ بهِ صدقوا
بكل عهدٍ إذا قد عاهدوا مطلوا
رجعتُ للدار ليت الدار تنصفني
قومي كرامٌ إذا حلّوا إذا رحلوا
هذا عنائي على القرطاس أكتبهُ
صدحُ الفؤاد ولكن حرفُهُ جَزِلُ
الكاتب
شاعر البيداء / سعود أبو
معيلش.
3/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق