نبض نخلة: حوار على ضفاف دجلة

السبت، 5 ديسمبر 2020

حوار على ضفاف دجلة


قالت : يا أبو الحسن صرت أعاني وحدي فوق الطريق
رحلوا وفي قلبي شب حريق
فأحترقت رحلة العمر
واختفى منها الرحيق
وصارت الحقيقة بقايا غريق
فلم يعد لي صاحب أو حتى صديق
فقلت ألم أكن لكِ صديق
قالت يا شاعر الحب كم أنت رقيق
لكنهم تركوني صغيرة شردها الضياع
فالصدق ضاع ومات الشعاع
وتدور الآن بين الدروب
خطايا ودموع ينزف كالشظايا
وسنين عذاب
صارت تسري فى دمايا
فتحولت سنين حياتي إلى أشلاء وبقايا
أبحث عن النور وأن كان شحيح
والأمل صار سحاباً فوق الريح
ليتني دفنت معهم كي استريح
وتجف في قلبي بحار الدموع
وتنتهى أشجاني التى تسكن بين الضلوع
فقلت
مازال قلبك عامر بالحنين
وعلى وجهك 
بسمة أمل وغفران السنين
وفى عينيك 
مازالت تنمو حدائق الياسمين
سيعود عطر الأحبه 
وتنتهي من حياتك سحابات الدخان
ويختفي عبرات الوجع والحرمان  
وتنهدم قصور الأحزان
قالت  
كيف ونحن نعيش زمن القهر والخداع 
وهم رحلوا بلا وداع 
وهل تعرف كيف شعرت في 
غيابهم بمعنى الضياع
قلبي مازال يكتوي بألم الجراح 
وغابت عني كل الأفراح
قلت لها 
سترحل يوماً خفافيش الحفر 
وتصير الحياة بلا سجون بلا خطر
وتعود الفراشات تلهو فوق أغصان الزهر 
فيعود كل مهاجر وتنتهى متاهات السفر وتأتى مواسم الفرحة ويبتسم القدر 
فما زلت أرى فى عينيكِ 
بريق نجمة تحتضن وجه القمر
 فضحكت طويلا
قلت لا تيأسي 
الدنيا لم تكن يوماً بخيلا
وستعود الأرض أشجاراً ونخيلا
ويعود الناس مسلمين ونصارى 
إلى كتابهم القرآن والأنجيلا
سينتهي الخوف ويرحل الأعداء
فمازلنا أحياء 
ولابد أن ندعو بالرحمة والغفران للشهداء 
وتعود الحياة الجميلة وكل الأشياء 
فكم أنتِ شفافة صافية مثل السماء 
ومازالت تظهر على شفتيكِ بسمة الحياء
فتبسمت وقالت  
شكراً لك يا أبو الحسن ياأمير الشعراء 
وهكذا أنهينا أنا وهي هذا اللقاء

الكاتب 
أبو الحسن
6_12_2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...