الرحيل في سنوات الذل
لبس قـناعة وتستر بالسماء ، جلس يستعطف من حوله ، هم طيبو السريرة ، تعاطفوا مع القناع ، لبس بردة الأنبياء ،. أخذ يجالس البسطاء ، نهلوا منه ما أراد ، و أيقن أنهم خدروا ..
خرج يسعى صارخاً أن مسني الألم والداء من صاحب الحكمة والدواء ، اتبعه بعض الغاوون ، ثم امتلء الصراخ كل ميادين الخلاء ، وتجمهر البسطاء اقتلوا ذاك الولي ، أنه أفعى رقطاء ، همهم الجمع وضاع بينهم صوت العقلاء ، ومات حبل الترابط عمداً ..
كشر عندئذ عن أنيابه ، ذاك المستعطف ، ونزع القناع ، وراح يعبث بكل المدخرات ، بل يقتل رؤوس استنبتت لتوازن الروابط ، تصدعت الجدران ، تكشفت بعض المستورات ، ونقصت الأخلاق في كفة الميزان ..
عندئذ تململ البسطاء ، وراحوا يحاولون استرجاع ما ضاع ، ويقينهم أن الماضي لا يعود ، واملهم أن يرمموا جدران أفسدت ، تجمهر البعض حول رابط لعله يصنع الأمل ..
شرعوا في رحلة البناء جرحوا وبتروا وسالت منهم الدماء ، فلم يتأثروا ، إلا أنهم ضاق بهم ذرعاً ، أن وجدوا بينهم حية أخرى تلبس قناع كذاك ، نظروا إليه في ريب ، واستمروا في رحلتهم يشوبهم بعض الذل ..
الكاتب
عبدالمولى المنفي
6_12_2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق