يابغداد
يا بغداد جئتكِ والكؤوسُ تدار
والشاربونَ من أحفاد المغول والتتارُ
والمطربونَ وكل العازفونُ
ما بين عقرب أعلن أعلن
والراقصون فيها؟
والنادلاتُ سبايا ورقيق
ابتاعهمْ سمسارْ
بإسم الديمقراطية وغيرها من الأسماء
البيعُ في سوقِ النخاسةِ ليس بعارٍ
والبترول دمّر كل شيءٍ جميل
والفتنةُ صارت بالنساء والدولار
لو كانَ القعقاع ، حياً
ما ثار الفرات ُ غبار
وأرضُ السوادِ ما دمرت
بنيها بني بلا أسوارِ
والمسجدُ الأقصى صار مهدداً
وقلاعها باعها الأشرار
يا قلعة الأسود ِ جئتك باكياً
إنَّ الدموعَ إذا رأتك تغارُ
يا بوابة الشرق كيفَ لقاؤنا
وقد صادروك للاهتمام
المتنبي بكى عليك بقبرهِ
والجواهري دمعهُ مدرارُ
وقصائدٌ لأبي نواس تيتمت
و بكى عليه
أبو الحسن والسياب ونزارُ
إن مراجع في بلادي قد انحسرت
إضافةَ الأبرارُ والأخيارُ
كل الأمراض تجَمَّعت في موطني
وتحالفَ الأعراب و الأحبارُ
لكنّ النفط ألقى الضوءُ
فتجّمعَ حوله الأوغادُ والأشرارٌ
قالوا ربيعاً عربياً
هل في الربيعِ عواصفٌ هوجاءُ
أم إمطارٌ و إعصارُ
لا يا صديقي أكذوبةٌ كبرى
وإن بها حل الخراب والدمارُ
وكذلك الفوضى أمست عندنا
قد صاغها في أرضنا استعمارُ
يا بغداد إن دفاتري قد مزِّقَتْ
ومبادئ الإعرابِ والأشعارِ
والنخيل الباسقاتُ قد دنِّستْ
مُذْ جاسها الانذالُ والفجّارُ
والليمونُ غير َطعمهُ فصار حنظلاً وصبّارُ
في بلادي حتّى الطيور قد هاجرت
من هولِ ما عبثتْ بها الأقدارُ
تبقى يا عراق رمز العروبةِ
ويبقى سيفك البتار
سيأتي بعدَ الرعدِ غيثاً
ويأتي بعد الحالكاتِ نهار
يا موطني بك الخير قد جُسِّدَتْ
فاصمدْ فإن فيك الحسين والعباس مزار
بغدادُ الأصالةِ والبطولةِ حبك ِ عطرا
ودعاء العالمين له بلا غبارُ
الكاتب
أبو الحسن
21_12_2020
روووعة
ردحذف