.... " رُحـمَـاكِ رُدِّي الـرُّوحَ "....
رَحَـلَ الأحِبَّـةُ واستَخْلَـفْـهُـمُ الأمَـلُ ..
خَلَّـوا الدِّيَـارَ وخلُّـوا الدَّمـعَ يَنْـهَمِـلُ ..
قَد كُنتُ أكتُـبُ أشـعَـارَاً بِـعِـشقِـهِـمُ ..
واليَـومَ أنـدُبُ .. لا حِبـرٌ ولا وَشَــلُ ..
قَد كُنتُ ألثُـمُ وَجـهَ الحُسنِ مُنتَشِيَاً ..
واليَـومَ ألـثُـمُ تُـرْبَ الـحَيِّ ..أبـتَـهِـلُ ..
سَرَقَت سُليمَةُ مِنّي القَلبَ وارتَحلَتْ ..
أدمَتْ حُشَاشَةَ مَنْ لِلرُّوحِ قَد بَـذَلُـوا ..
سَارَت ظَعَائِـنُ مَـنْ نَهـوَى بِغَيرِ هُدَىً ..
كَـيفَ التَّـصَبُّـرُ فِي البَـلـوَاءِ يَـا رَجُـلُ ..
أضحَتْ نَسَائِمُ مَنْ لِلحَيُّ قَد هَجَـرُوا ..
تُـزْكِي التَذَكُّـرَ والنَّجوَى لِـمَـنْ رَحَلُـوا ..
كَـانَ التَّـلاقِيَ وَعــدٌ فِي مَـضَـارِبِـهَـا ..
واليومُ أضحَى فُـرَاقَـاً لَيسَ يُحتَمَـلُ ..
كَـانَت تَـنُـوءُ بِكُـلِّ الحُبِّ فِي شَـغَـفِ ..
تُـبدِي التَّحَبُّبَ إذْ يَسرِي بِهَا الخَجَلُ ..
يادَارَ سَـلْمَـةَ رُدّي الـرُّوحَ ..قَد بَلَغَـت ..
مِنِّي المَضَاضَةُ جَرحَاً لَيسَ يَندَمِـلُ ..
سَارَ الحُـدَاةُ ..وسَارَ القَلْبُ خَلْفَـهُـمُ ..
غَـابَ النَّعِيمُ وسَـارَتْ بِالهَوَى الإبِـلُ ..
لا عَينَ تُبصِرُ مُـذْ جَـدَّ المَطِيُّ بِـهِِـمْ ..
والَّلحظُ يَذبَـحُ مُـذْ لاقَتـهُـمُ المُـقَـلُ ..
تِلكَ البَرَاقِـعُ قَـد أخفَت عُيونَ مَهَـاً ..
فَـالنَّاسُ تَسكَرُ مِـنْ شَهدٍ ..ومَـا ثَمِلوا ..
تَـروِي المُتيَّـمَ ظيَّـاً مِـنْ لَـوَاحِـظِـهَـا ..
ذَاكَ الجَـمَـالُ كَـنُـورِ الـبَـدرِ يَكـتَمِـلُ ..
تَأتِي الكَـوَاكِبُ مُـنْ أفـلاكِ مَبْسَمِـهَـا ..
والطَّـرفُ يَبرُقُ .. بِالظَـلْمَـاءِ يَكتَحِلُ ..
آهٍ لِـقَــلْــبِ حَـبِـيـبٍ مَـضَّـــهُ هَـيَـــمٌ ..
يَبقَـى الـمُـلَـوَّعُ إنْ قَـالُوا وإنْ فَعَلُـوا ..
قُولِي لِقَومِيَ قَد صَابَت سِهَامُ هَوَىً ..
قَـلْـبَ المَـتَـيَّـمِ فِي لأوَاءِ إنْ سَـألُـوا ..
قُولِي أطَـاحَ لِحَـاظُ الـرِّيـمِ مِـنْ نَظَرٍ ..
ذَاكَ الـهِــزَبْــرَ فَـلا حَــوْلُ ولا حِــوَلُ ..
الشاعر
هيثم قويضي
21_09_2020